السبت، 7 يناير 2017

قصيدة ابو تمام وعروبة اليوم



‎أبو تمام وعروبة اليوم

‎رقم القصيدة : 67687 
‎نوع القصيدة : فصحى
‎ملف صوتي: لا يوجد


‎مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب
‎وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
‎بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها
‎أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
‎وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء بلا
‎فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا
‎أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى
‎أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
‎قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا
‎شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا
‎مـاذا جـرى... يـا أبا تمام تسألني؟
‎عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب
‎يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله
‎كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
‎مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟
‎كلا وأخزى من (الأفشين) مـا صلبوا
‎الـيوم عـادت عـلوج (الروم) فاتحة
‎ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب والسلب
‎مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال ولم
‎نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم والكتب
‎فـأطفأت شـهب (الـميراج) أنـجمنا
‎وشـمسنا... وتـحدى نـارها الحطب
‎وقـاتـلت دونـنا الأبـواق صـامدة
‎أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو هربوا
‎حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا
‎وإن تـصدى لـه الـمستعمر انسحبوا
‎هـم يـفرشون لـجيش الغزو أعينهم
‎ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن يـثبوا
‎الـحاكمون و»واشـنطن« حـكومتهم
‎والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا غربوا
‎الـقـاتلون نـبوغ الـشعب تـرضيةً
‎لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم الـقُرَب
‎لـهم شموخ (المثنى) ظـاهراً ولهم
‎هـوىً إلـى »بـابك الخرمي« ينتسب
‎مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل كذبت
‎أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه الذهب؟
‎عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على
‎وجـودها اسـم ولا لـون.ولا لـقب
‎تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) اتـقدوا
‎ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا الـشهب
‎قـبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
‎نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها التهبوا
‎والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا
‎نـضجاً وقـد عصر الزيتون والعنب
‎تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها
‎إذا امـتـطاها إلـى أسـياده الـذئب
‎(حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني
‎نـسر وخـلف ضلوعي يلهث العرب
‎مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟
‎مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب
‎مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا ثمن
‎ولـم يمت في حشاها العشق والطرب
‎كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت
‎فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب
‎لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت
‎حبلى وفي بطنها (قحطان) أو(كرب)
‎وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي (يمن)
‎ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب
‎»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟
‎شـبابة فـي شـفاه الـريح تـنتحب
‎كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية)
‎أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب
‎أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة
‎كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب
‎ورحـت مـن سـفر مضن إلى سفر
‎أضـنى لأن طـريق الـراحة التعب
‎لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما سفر
‎رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
‎إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا
‎فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب
‎قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي
‎وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب
‎»حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده
‎لـكن لـماذا تـرى وجـهي وتكتئب؟
‎مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟
‎إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
‎والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني
‎والأربـعـون عـلى خـدّي تـلتهب
‎كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على
‎وجـه الأديـب أضـاء الفكر والأدب
‎وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على
‎نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب
‎وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة
‎وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب
‎شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى (ملك)
‎يـحثك الـفقر... أو يـقتادك الـطلب
‎طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت
‎فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب
‎لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه
‎ولادة مـن صـباها تـرضع الـحقب
‎»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة
‎تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب
‎ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ
‎مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب
‎يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا
‎ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب
‎سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا
‎يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب؟
‎ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا
‎(إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق